Sabtu, 12 November 2011

Kumpulan Artikel (Akhlaq)

التنافس في الخير
د. فالح الصغير
الخميس 09 رمضان 1431 الموافق 19 أغسطس 2010
عدد القراء : 259    



الحمد لله الذي أمرنا بفعل الطاعات وترك السيئات، وحث على اغتنام الأوقات والمواسم الفاضلات، بالاستباق إلى الخيرات، والمنافسة في الصالحات، وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وزوجاته الطاهرات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تبعث البريات، أما بعد:
ما أن يدخل شهر رمضان المبارك، ويهل هلاله على المسلمين، إلا ويحس المسلم وكأنه في دورة إيمانية يلين بها قلبه، ويطمئن بها فؤاده، ويتقرب فيها من ربه سبحانه وتعالى، وينعم فيها بالتقلب في الصالحات، وكأنه ينتقل من روضة إلى روضة، وكيف وهو في شهر التنافس في الخير، والتسابق في ميدان العمل الصالح؟ مع هذا التنافس نعيش سوياً تبياناً له، وتوضيحاً وتشجيعاً في الوقفات الآتية:
·       الوقفة الأولى:
خلق الله الإنسان ومنحه إمكانات عظيمة، يقوم عليها معاشه وحياته، وفضلّه بها على المخلوقات، منحه سبحانه العقل الذي يفكر به، ويميز به بين الخير والشر، والنافع والضار، ومنحه الحواس التي يحس بها بما حوله، ومنحه الشعور والإحساس الذي تتحرك به عوطفه، كل ذلك لتكتمل شخصيته، وتتوازن مقومات حياته.
وهذا كله بلا شك من نعم الله سبحانه على الإنسان، ولذا امتد الناس في معاشهم في هذه الحياة، وصاروا يتنافسون باستغلال هذه الإمكانات، وصارت الحياة ميداناً لهذا التسابق بمختلف أنواع المنافسات، فكلما قلبت طرفك في مشارق الأرض ومغاربها تجد أحوال الناس كذلك.
فهناك فئات من الناس همهم المال، ركزوا جهودهم في جمعه وتصريفه، وفئات أخرى همهم ما يجدُّ ويخترع في دنيا الناس، فما استحدث من آله إلا والتفكير أسبق إلى ما بعدها، أيها أكثر تسهيلاً وأقل جمعاً؟ وفئات أخرى وجهوا همهم وإمكاناتهم إلى إرضاء رغباتهم، وإشباع شهواتهم، كل بحسب ما يرغب ويهوى، مستغلاً ما استطاع من نعم الله سبحانه وتعالى، ومن الناس من استغل إمكاناته الجسمية والبدنية، فوجهها إلى ميادين مناسبة لهذه الإمكانات، حتى على مستوى الأُمم بأكملها.
هذه الميادين وغيرها التي يتبارى فيها الناس: ما مكانها وقيمتها في شرع الله سبحانه وتعالى؟ أيعارضها؟ أم يوافقها؟ أم يوجهها ويرشدها نحو نفع البلاد والعباد؟ هذا ما نتناوله في بقية الوقفات:
·       الوقفة الثانية:
لا شك أن ديننا دين الخير والصلاح، ودين السعادة والرخاء، دين يقر كل ما فيه صلاح الفرد والمجتمع، أقرّ مبدأ المنافسة، وشجع على استغلال إمكانات الإنسان، ووجه إلى ما يستحق بذل الجهد فيه، وخط خطوطاً عريضة، وقواعد كلية، وأهدافاً تقصد لتحقيقها، وجعل في مقدمة ما يسعى إليه الإنسان وينافس فيه: ما يسعد الإنسان في آخرته، يقول سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص:77]، فالهدف من السعي هو الدار الآخرة.
·       الوقفة الثالثة:
على هذا الأساس المتين والقاعدة العامة، وجّه المولى سبحانه وتعالى إلى المنافسة والتباري، يقول جل من قائل: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة:148]، ويقول جل شأنه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} [آل عمران:133]، ويقول جل ذكره: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد:21].
أما ميدان التسابق فهو العمل الصالح، يقول سبحانه: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء:9]، ويقول جل شأنه: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62].
وفي الحث على هذا التنافس الشريف، يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله -فيما رواه مسلم رحمه الله-: "بادروا بالأعمال الصالحة؛ فستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً، ويمسى مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا"[1]، وروى الترمذي بإسناد حسنه بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمرّ؟"[2].
·       الوقفة الرابعة:
هذه الميادين الواسعة للتسابق هي ميادين المؤمنين الصادقين، الذين قال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المؤمنون:57]، {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:58]، {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون:59]، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:60]، {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:61].
وقد تمثل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا التسابق الشريف والمنافسة العظيمة على المستوى الفردي، وعلى المستوى الجماعي، وهاك مثالاً للتنافس الفردي لأصحاب الهمم العالية، والقلوب المؤمنة الصادقة:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟" قال أبو بكر: أنا، قال: "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟" قال أبو بكر: أنا، قال: "فمن أطعم اليوم مسكيناً؟" قال أبو بكر: أنا، قال: "فمن عاد منكم مريضاً؟" قال أبو بكر: أنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة"[3].
أما التنافس الجماعي، فمما ورد فيه ما جاء في الصحيح أن جملة من فقراء الصحابة رضي الله عنهم جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاكين حالهم، غابطين إخوانهم الأغنياء؛ لأنهم وجدوا ما ينفقونه، ويتصدقون به ويبذلون، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهب أهل الدُّثور بالأجور –أي: أهل الأموال- يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق"[4]، همهم ومشكلتهم أن إخوانهم سبقوهم في هذا الميدان العظيم، أخزنهم لأنهم لم يجدوا ما ينفقون، لكن هذا الدين العظيم يجعل ميادين التنافس كثيرة؛ لذلك أرشد هم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شيء من تلك الميادين يعوض ما فقدوه، دلهم على ذكر الله تعالى؛ فيسبحونه ويحمدونه ويكبرونه، ثلاثاً وثلاثين دبر كل صلاة، ويختمون المائة بلا إله إلا الله.
هكذا كان السلف رضوان الله عليهم، فهل لنا أن نتشبه بهم ونحن نعيش في رحاب هذا الشهر المبارك؟
فتشبهو إن لم تكونوا مثلهم***إن التشبه بالكرام فلاح    
أيها المسلمون:
إن أبواب الخير كثرة، ومفتوحة للراغبين، والمؤمن العاقل الحصيف هو الذي يبادر إلى الخيرات، ويقطف من ثمراتها، وبخاصة في هذا الشهر المبارك، الذي تضاعف فيه الأجور، فالله الله ما دام في الوقت مهلة، وفي العمر بقية، قبل فوات الأوان، فيقول المفرط: ليت ليت، ولكن لا تنفع شيئاً ليت.
أسأل الله تعالى أن يرفع درجاتنا، ويكفر سيئاتنا، وأن يعافينا ويعفو عنّا، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، إنه سميع مجيب، وهو المستعان.
المصدر: وقفات مع الصائمين ص53- 59.

____________________________________
[1] رواه مسلم 1/118 في الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال، والإمام أحمد 2/304، 372، 523.
[2] رواه الترمذي 4/478، برقم (2306) في الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل.
[3] رواه مسلم 2/713 برقم (1028) في الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر.
[4] رواه البخاري 2/ 325، برقم (843) في الأذان، باب الذكر بعد الصلاة، ومسلم 2/ 697، برقم(1006) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.





























فضل العشر الأواخر في رمضان (1-2)
فضيلة الشيخ/ سليمان بن عبد الرحمن العمري
الخميس 16 رمضان 1431 الموافق 26 أغسطس 2010
عدد القراء : 240    


الحمد لله الذي أوضح سبيل هدايته لأرباب ولايته وأبهج، وحرك أهل عبادته إلى معاملته وأزعج، وأبدع بدائع قدرته في محكم صنعته وأخرج، لا يخفى عليه ضمير القلب في سواد الليل ولا طرف أدعج، يبصر جرْيَ اللبن يسري في العروق نحو المخرج، وينزل إلى السماء الدنيا فأين الذي بالمناجاة والاستغفار يلهج؟ فيستعرض الحوائج إلى أن يلوح الفجر ويتبلج، وورد بذلك النقل، من عقَل رأى الحق أبلج.
وأشهد بوحدانيته شهادة موقن ما تلجلج، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي محاسن الشرائع في شريعته تدرج.
صلى الله عليه، وعلى أبي بكر أول من أنفق ماله وأخرج، وعلى عمر الذي اضطر كسرى إلى الهروب وأحوج، وعلى عثمان المظلوم وقد عدل وما عذل ولا عرَّج، وعلى علي مبيد الطغاة فلم يكن لهم منه مهرب ولا مخرج، وعلى آله وأصحابه الذين نصر الله بهم الدين وأبهج، وسلم تسليماً.
عباد الله! إن عشركم هذه هي العشر الأخيرة، وفيها الخيرات والأجور الكثيرة، تكمل فيها الفضائل، وتتم فيها المفاخر، ويطلع على عباده العظيم القادر، وينيلهم الثواب الجزيل والحظ الوافر، فيها تزكو الأعمال، وتنال الآمال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسهر ليله، ويقوم فيه الليل كله، فالسعيد من أكرمه وأجلَّه، والبعيد من أهانه واستقله.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم هذه العشر على باقي الشهر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف والقيام، كما ورد ذلك عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل العشر طوى فراشه واعتزل نساءه.
وكان يخصها بالاعتكاف والاغتسال كل ليلة بين العشائين، والتنظف والتطيب، وإحياء الليل.
فبادروا عباد الله بالتوبة والاستغفار والابتهال إلى ذي الجلال والإفضال، واغسلوا بالدموع درن الذنوب، قبل أن يفضحوا بالعيوب، وإن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب في المعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دماً دموعه، وحقيق أن يقل في الدجى هجوعه.
وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير، وذلك كل ليلة، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟".
فبادروا رحمكم الله بالتوبة النصوح قبل انقضاء العمر، وهجوم الأجل، وصونوا صيامكم وقيامكم عن ارتكاب اللغو والآثام، وعلموا –رحمكم الله- أن هذه العشر قد أوجب الله عليكم تعظيمها واحترامها، وأجزل الثواب لمن أحيا لياليها وقامها، فانتبهوا رحمكم الله، واهجروا لذيذ المنام، واحذروا من الغفلة في هذه الليالي والأيام، وخذوا قدر البلغة من الطعام، هذه عشر محو الذنوب، هذه عشر حياة القلوب، هذا وقت تلاوة الكتاب، هذا وقت عمارة المحراب، هذه عشر فيها تكف النفوس، كأنها في حُبوس، وتظمأ عن الكؤوس، وتطرق من الخشية الرؤوس عن النظر إلى الحرام، عشر تحلى فهيا المساجد، ويخشع فيه الراكع والساجد، وينهض للخيرات كل قاعد، ويصير الراغب كالزاهد من قلة الطعام، عشر التعبد والتراويح، عشر السهر والمصابيح، عشر المتجر الربيح، عشر يترك فيه القبيح، وتهجر الآثام، فيها تصح الأمور، فيها تراق الخمور، فيها تتعطل الزمور، فيها يعرف قدر الدين، فيها يتشبه المسيء بالمحسنين، فيها ترق القلوب، فيها تغفر الذنوب.
عباد الله! احذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة، فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل، والعداوة بينكم وبينه قديمة، فإنه ما أُخرج من الجنة وطُرد عن الخدمة، إلا بسبب تكبره على أبيكم، وامتناعه من السجود لما أُمر به، وقد أُبلس[1] من الرحمة، وأيس من العود إلى الجنة، وتحقق خلوده في النار، فهو يجتهد أن يخلِّد معه في النار بني آدم، بتحسين الشرك، فإن عجز قنع بما دون ذلك من الفسق والعصيان، وقد حذركم مولاكم منه، وقد أعذر من أنذر، فخذوا حذركم: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ}[الأعراف:27]، فالعجب ممن عرف ربه وعصاه، وعرف الشيطان وأطاعه، {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف:50].
عباد الله! أيقظوا في هذه العشر الأسماع والأبصار، واحبسوا فيه عن الفضول اللسان الهذَّار، وانهضوا للاستغفار وقت الأسحار، واعجباً لمن ينام؟ لازموا المساجد وتزودوا، واجتمعوا على الفلاح والخير ولا تبددوا، وتصبَّروا عن الخطايا وتسددوا، فإنما هي أيام، فالفضائل في هذه العشر كثيرة، والمصالح وافرة غزيرة، فالسعيد من عمل وقُبِل، والشقي من طرد وخذل، ومن الفضائل فيه إطعام الطعام، وتفطير الصوَّام، فإنه قد ورد عن خير الأنام: "من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار".
المصدر: وظائف رمضان ص123 – ص128
___________
[1] أبلس: أي يئس من رحمة الله، والإبلاس: السكوت غماً.
































الوفاء بالعهد في القرآن الكريم
د. عبد الوهاب عزام
الخميس 21 شوال 1431 الموافق 30 سبتمبر 2010
عدد القراء : 137    


الوفاء بالعهد خلق يقتضيه الإنصاف والصدق، وتوجبه المروءة وكرم النفس، وتحتمه الرجولة والنبل، ما أصغر وما أذل وما أخس النفس التي تتخذ عهدها وسيلة إلى التغرير بمن تعاهده، وتجعل يمينها سبيلاً إلى أن تفاجئه وهو آمه مطمئن.
الغادر كاذب حانث خادع، قد جعل كلامه وعهده حبالة لمآربه، حبالة واهية ذليلة كحبالة العنكبوت، يصيد بها الذباب، ودب من وراء الأمن إلى خصمه كما تدب الثعالب والذئاب، أين هذا من الإنسانية في أخلاقها العالية، والرجولة في سجاياها الحرة؟ وأين هذا من أخلاق القرآن كتاب الإنسانية الكاملة؟
القرآن الكريم يأمر بالوفاء بالعهد، ويؤكد الأمر به، ويعظم شأنه، ويكبر الموفين، وينهى عن الغدر، ويشتد في النهي عنه، ويقبحه، ويلعن الغادرين.
من يتدبر آيات القرآن يجد العهد فيما ضربين: العهد العام، والعهد الخاص، فأما العهد العام فهو أداء الواجب الذي يقتضيه عمل الإنسان، فمن تولى عملاً فقد عاهد أن يفي به على الوجه الأكمل، فإذا لم يفعل فقد خالف العهد، ومن آمن بدين فقد عاهد أن يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه، فإن لم يفعل فقد نقض العهد، ومن دخل في جماعة فقد عاهدها على أن ينفعها ولا يضرها، فإن ضرها أو قصر في نفعها فقد غدر، ومن تصدى للدفاع عن أرض أو جماعة أو عقيدة فقد عاهد ألا يألو جهداً في الدفاع، فإن نكص فقد خان، ومن أوتي علماً حقاً فكأنه عاهد أن يبينه للناس ليهتدوا به، فإن كتمه فقد خان بعهده، وهكذا.
نقرأ في الكتاب الكريم: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:187]، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِين} [آل عمران:81]، {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} [الأحزاب:7 {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً} [الأحزاب:8].
فهذه مواثيق عامة تضمنتها رسالة الأنبياء وعلم الذين أوتوا الكتاب، كأن النبوة عهد على الوفاء بما تقتضيه الرسالة من الدعوة والإصلاح والنصب، واحتمال الأذى الصبر، وكأنها عهد على أن ينصر النبيون الحق وينصروا من جاء به.
وكذلك العلم الذي حمل أهل الكتاب أمانته، هو عهد عليهم أن يعلِّموه الناس، ويظهروه غير مبالين ما ينفعهم وما يضرهم في إظهاره، وكذلك كل من عرف حقاً وهُدى إلى معرفة، وكل من ولي ولاية للناس، وكل من وكل إليه عمل، كل هؤلاء كأنهم عاهدوا الله والناس على أن يُعرِّفوا الناس ما عرفوا، وأن يؤدوا أعمالهم على الوجه الأحسن.
ومن ذلك قول القرآن الكريم في وقعة الأحزاب: {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]، {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}[الأحزاب:24].
فهذا العهد هو ما التزمه المسلمون حين قبلوا الإسلام من القيام بفروضه، ونصرته والدفاع عنه، والاستماتة في تأييده.
والقسم الثاني من العهد الخاص: معاهدة رجلين أو فريقين على أن يسالم بعضهم بعضاً، وخشي بعضهم بعضاً.
وقد حث القرآن على الوفاء بالعهد كله وبالغ في الأمر به، يقول في سورة الأنعام: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام:152]، وفي سورة الإسراء { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً} [الإسراء:34]، وفي سورة النحل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل:90].
وفي سورة النحل: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل:91]، {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل:92]، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:93]، {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:94]، {وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [النحل:95].
يأمر الله سبحانه في هذه الآيات الجامعة بالعدل والإحسان، وصلة الأرحام، وينهى عن الفحشاء وكل منكر، وعن البغي على الناس، وهذا أمر بكل خير، ونهي عن كل شر.
ثم يخص الوفاء بالعهد، فيأمر به ويسميه عهد الله، وكل عهد بين اثنين يسمى عهد الله؛ لأن الله رقيب على أعمال الناس، وقد أمرهم بأن يصدقوا ويحسنوا ويفوا بالعهود، ولأن العهد قسم بالله، وشهادة لله على الوفاء، وأكد الأمر بقوله: {وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً}.
فالإنسان حين يعاهد يشهد الله على عهده، ويجعل الله كفيلاً عليه بالوفاء، فكيف تنقض صفقة تكفَّل بها الله؟
المصدر: أخلاق القرآن ص17 ص20


























اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
فيصل حسن
الاثنين 12 جمادى الأولى 1431 الموافق 26 إبريل 2010
عدد القراء : 257    


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد وقعت لي نظرة تأمل على حديثٍ ارتعدت له فرائصي، ورجف له فؤادي، وخرت لقراءته قواي؛ لأنا عنه في منأى، فهو في واد ونحن في آخر، إلا من رحم ربي وقليلٌ جداً ما هم، سيما في ظل سيطرة الرأس مالية، وطغيان المادة، ولو عملنا بمقتضى هذا الحديث لاستقامت أمور ديننا ودنيانا، لكن إلى الله المشتكى من عزوفنا عن معاني التشريع وأسراره، وإن كانت مشاهير تعاليمه وآثاره.
هذا الحديث العظيم هو ما رواه الترمذي في جامعه برقم (2465) وابن ماجه في سننه برقم(4105) وغيرهما، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: " من كانت الدنيا همه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"، وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
فكان لي في هذا الحديث هذه النظرات، أسال أن ينفعني بها ومن قرأها أو مَرّ عليها:
أولها: ما نجده من تشتت في أمور أكثر الخلق، وما يورثه لهم من اضطرابات نفسية، ومشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية، سببه هو تفريق الله سبحانه تعالى لأمورهم؛ لأنهم أقبلوا بكلياتهم على دنياهم، فكانت أكبر همهم، ومبلغ علمهم، وغاية رغبتهم؛ وكانت هي (سدمهم) -كما في رواية الطبراني- أي: فيها ولَعُهم ولهجُهم، فأورثوا بذلك تفريقاً لما اجتمع من أمورهم، وتبديداً لسائر خططهم وأفكارهم؛ وتمزيقاً لشملهم؛ لأنهم جهلوا أو تجاهلوا المصدر الحقيقي، لاستقامة الأمور وصلاحها.                                
ثانيها: في قوله عليه الصلاة والسلام: "وجعل فقره بين عينيه"، وصف دقيق للحالة التي يكون عليها من جعل الدنيا همه وسدمه، فمهما جمع من مال، أو تكثر به من مبانٍ وعيال؛ فإنه مع ذلك يَعُد نفسه فقيراً، وتكاد نفسه أن تتقطع حسرة وألماً لانخفاض رصيده، أو نقصان ربحه، وما ذلك إلا لأن الله قد ضربه بعقوبة لم يشعر بها، وهي أنه سبحانه قد قضى أن يكون الفقرُ نصب عينيه، ملازماً له، لا ينفك عنه في حال من أحواله، والله المستعان!
وهذه العقوبة قد ضرب بها أكثر الخلق في هذا الزمان، ممن نعاشرهم ونسمع عنهم، فيملكون أملاكاً بعضهم يعجز عن تعدادها، فإن جالسته قلت: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به هذا!! ما تراه إلا يشكو من قلة الأرباح، وكثرة الديون، وتلاطم المشاكل، واجتماع الخصوم!        
ثالثها: في قوله عليه الصلاة والسلام: "ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له"، إشعار منه عليه الصلاة والسلام، أن هذا الراكض بكل قواه بعد دنياه، لن ينال أولاً وأخيراً إلا ما قضي له به في الأزل؛ فعلام يهلك المرء نفسه؟
فما عليه إلا بذل أيسر الأسباب معتمِداً على مسببها سبحانه، ويأته ما قضي له لا محاله، كيف لا وقد قال عليه الصلاة والسلام: "الرزق أشد طلبا للعبد من أجله".
رابعها: في قوله عليه الصلاة والسلام: "من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"، إخبار منه عليه الصلاة والسلام بفضائل يتوج بها من كانت الآخرة همه، وهي أضداد للعقوبات التي ابتلى الله سبحاه بها الصنف الأول، يقول الكلاباذي -في بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار-: "إنما تكون الآخرة همه من جعل الله الغناء في قلبه، وجمع له شمله؛ لأنه لا يقبل على الآخرة إلا من استغنى عن الدنيا، فإن الدنيا حجاب الآخرة، فإذا رفع الحجاب عن بصر القلب رأى الآخرة بعين إيقانه، ومن نظر إلى الآخرة شغل عن الدنيا، صارت مرفوعة منه، متروكة عنه، قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا فكأني أنظر إلى أهل الجنة".
فأول هذا الكرامات التي ينالها من كانت الآخرة همه: أن يجمع الله عليه أمره، فتراه مستقراً، مطمئناً، ساكن الجأش، مرتاح البال، وإن كان في حالة مادية يرثى له، لكن جعل الباري سبحانه غناه في قلبه، فهو معه حيث ما كان، كرامة له وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء، ولذا جاء في الحديث القدسي: " يقول الله سبحانه: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك"، قال عنه الشيخ الألباني: صحيح، وأخرجه الترمذي برقم (2466)، فتجد كأن الدنيا بما فيها تحت يده، وهو لا يملك من بهرجها شيء.
وثاني الكرامات التي ينالها من جعل الآخرة همه أن يجعل الله الغنى في قلبه، وهذه حقيقة الغنى، ومنتهى الراحة والهناء، ويبين ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام قائلا: " ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس"، متفق عليه.
فمن رزقه الله الغنى في قلبه فقد منحه الخير كله، ومن نزعه من قلبه فلن يغنيه عرض الدنيا أجمع!
وثالث الكرامات التي منحها الله سبحانه لمن جعل الآخرة همه، أن يأتيه رزقه من الدنيا شاء أم أبى، فهو أمرٌ مقضي به في الأزل، فلا بد أن يأتيه، وخير ما يستجلب به طاعة الله سبحانه، وأعظمها الإقبال على الآخرة، فهي رأس كل طاعة وخير، كما أن الإقبال على الدنيا رأس كل خطيئة وشر.
وختاماً: فالدنيا مزرعة الآخرة عند الألِباء، فيزرعونها بحقٍ اليوم؛ ليجنوا ثمرتها غداً، وكل زارع يجني ثمرة ما زرع، فانظر لنفسك أيها العاقل! ما زرعك اليوم، لتتمتع بجنيه غداً أو تتألم.
والأمر كما قال ابن دقيق العيد –رحمه الله-: " السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها، على بالية لا ينفد عذابها".
فمن أقبل على زرع الأخرى حاز نفائسها ولم يفته نصيبه من الأولى، ومن زرع الفانية لا دنياه بقيت، ولا أخراه شرفت.
جماع الأمر: هو ما قاله من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: "من جعل الهوم هماً واحداً -هم المعاد- كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديتها هلك"، قال عنه العلامة الألباني: حسن، وهو عند ابن ماجه برقم (4106).
والله الموفق والهادي،،،




















جملة آداب العشرة والمجالسة مع أصناف الخلق
سعيد حوى
الاثنين 05 جمادى الأولى 1431 الموافق 19 إبريل 2010
عدد القراء : 287    


إن أردت حسن العشرة فالق صديقك وعدوك بوجه الرضا، من غير ذلة لهم، ولا هيبة منهم، وتوقير من غير كبر، وتواضع في غير مذلة، وكن في جميع أمورك في أوسطها، فكلا طرقي قصد الأمور ذميم.
ولا تنظر في عطفيك، ولا تكثر الالتفات، ولا تقف على الجماعات، وإذا جلست فلا تستوفز، وتحفظ من تشبيك أصابعك، والعبث بلحيتك وخاتمك، وتخليل أسنانك، وإدخال أصبعك في أنفك، وكثرة بصاقك وتنخمك، وطرد الذباب من وجهك، وكثرة التمطي والتثاؤب في وجوه الناس، وفي الصلاة وغيرها.
وليكن مجلسك هادياً، وحديثك منظوماً مرتباً، واصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك، من غير إظهار تعجب مفرط، ولا تسأله إعادته، واسكت عن المضاحك والحكايات، ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك، ولا شعرك ولا تصنيفك، وسائر ما يخصك.
ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين، ولا تتبذل، وتوق كثرة الكحل، والإسراف في الدهن، ولا تلح في الحاجات، ولا تشجع أحداً على الظلم.
ولا تعلم أهلك فضلاً عن غيرهم مقدار مالك؛ فإنهم إن رأوه قليلاً هنت عندهم، وإن كان كثيراً لن تبلغ قط رضاهم، وخوفهم من غير عنف، ولِن لهم من غير ضعف.
ولا تهازل أمتك ولا عبدك فيسقط وقارك، وإذا خاصمت فتوقر وتحفظ من جهلك وتجنب عجلتك، وتفكر في حجتك، ولا تكثر الإشارة بيدك، ولا تكثر الالتفات إلى من وراءك، ولا تجث على ركبتيك، وإذا هدأ غيظك فتكلم.
وإن قربك سلطان فكن منه على مثل حد السنان، فإن استرسل إليك فلا تأمن انقلابه عليك، وارفق به رفقك بالصبي، وكلمه بما يشتهيه، ما لم يكن معصية، ولا يحملنك لطفه بك أن تدخل بيته وبين أهله وولده وحشمه، وإن كنت لذلك مستحقاً عنده، فإن سقطة الداخل بين الملك وبين أهله سقطة لا تنعش، وزلة لا تقال.
وإياك وصديق العافية؛ فإنه أعدى الأعداء، ولا تجعل مالك أكرم من عرضك.
وإذا دخلت مجلساً فالأدب فيه البداية بالتسليم، وترك التخطي لمن سبق، والجلوس حيث اتسع، وحيث يكون أقرب إلى التواضع، وأن تحيي بالسلام من قرب منك عند الجلوس.
ولا تجلس على قارعة الطريق، فإن جلست فأدبه: غض البصر، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وعون الضعيف، وإرشاد الضال، ورد السلام، وإعطاء السائل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والارتياد لموضع البزاق، ولا تبصق في جهة القبلة، ولا عن يمينك، ولكن عن يسارك وتحت قدمك اليسرى.
فإن جالست الملوك:
فأدبه ترك الغيبة، ومجانبة الكذب، وصيانة السر، وقلة الحوائج، وتهذيب الألفاظ، والإغراب في الخطاب، والمذاكرة بأخلاق الملوك، وقلة المداعبة، وكثرة الحذر منهم –وإن ظهرت لك المودة- وأن لا تتجشأ بحضرتهم، ولا تتخلل بعد الأكل عندهم، وعلى الملك أن يحتمل كل شيء، إلا إفشاء السر، والقدح في الملك، والتعرض للحرم.
وإن جالست العامة:
فأدبه ترك الخوض في حديثهم، وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم، والتغافل عن ما يجري من سوء ألفاظهم، وقلة اللقاء لهم مع الحاجة إليهم، وإياك أن تمازح لبيباً أو غير لبيب؛ فإن اللبيب يحقد عليك، والسفيه يجترئ عليك؛ لأن المزاح يخرق الهيبة، ويسقط ماء الوجه، ويعقب الحقد، ويذهب بحلاوة الود، ويشين فقه الفقيه، ويجرئ السفيه، ويسقط المنزلة عند الحكيم، ويمقته المتقون، وهو يميت القلب، ويباعد عن الرب تعالى، ويكسب الغفلة، ويورث الذلة، وبه تظلم السرائر وتموت الخواطر، به تكثر العيوب، وتبين الذنوب، وقد قيل: لا يكون المزاح إلا من سخف أو بطر، ومن بلي في مجلس بمزاح أو لغط فليذكر الله عند قيامه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"[1].
واعلم أن الإنسان إما أن يكون وحده أو مع غيره، وإذا تعذر عيش الإنسان إلا بمخالطة من هو من جنسه، لم يكن له بد من تعلم آداب المخالطة.
وكل مخالط ففي مخالطته أدب، والأدب على قدر حقه، وعلى قدر رابطته التي بها وقعت المخالطة، والرابطة إما القرابة، وهي أخصها، أو أخوة الإسلام وهي أعمها، وينطوي في معنى الأخوة الصداقة والصحبة، وإما الجواز، وإما صحبة السفر والمكتب والدرس، وإما الصداقة أو الأخوة.
ولكل واحد من هذه الروابط درجات، فالقرابة لها حق، ولكن حق الرحم المحرم آكد، وللمحرم حق، ولكن حق الوالدين آكد، وكذلك حق الجار، ولكن يختلف بحسب قربه من الدار وبعده، ويظهر التفاوت عند النسبة، حتى إن البلدي في بلاد الغربة يجري مجرى القريب في الوطن لاختصاصه بحق الجوار في البلد.
وكذلك حق المسلم يتأكد بتأكد المعرفة، وللمعارف درجات، فليس حق الذي عرف بالمشاهدة، كحق من عرف بالسماع، بل آكد منه، والمعرفة بعد وقوعها تتأكد بالاختلاط، وكذلك الصحبة تتفاوت درجاتها، فحق الصحبة في الدرس والمكتب آكد من حق صحبة السفر.
وكذلك الصداقة تتفاوت فإنها إذا قويت صارت أخوة، فإن ازدادت صارت محبة، فإن ازدادت صات خلة.


المصدر: المستخلص في تزكية الأنفس.

[1]  أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة وصححه.






















تزكية النفس أهميتها ووسائلها
عمر حمرون الجزائري
الاثنين 18 محرم 1431 الموافق 04 يناير 2010
عدد القراء : 1219    


تزكية النفس أهميتها ووسائلها

إنَّ أهم ما ينبغي للناس أن يتعاهدوه: تزكية نفوسهم، ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة التي استحكمت فيها الشهوات، وارتطمت فيها أمواج الفتن والشبهات، والتي لم يسلم منها إلا من عصمه الله جل وعلا.
والحديث عن تزكية النفوس -كما لا يـخفى- طويل الذيـول؛ ولذلك فسأقتصر في كلامي عليه على ثلاث نقاط:
معنى تزكية النفس لغة وشرعًا، ثم أهمية التزكية، وأخيراً وسائل تزكية النفس.

معنى التزكية:
التزكية لغة: الطهارة والنماء والزيادة.
والمراد بها في الشرع: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن أمراض القلوب وشفائها: (والزكاة في اللغة: النماء والزيادة في الصلاح، يقال: زكا الشيء إذا نما في الصلاح، فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربَّى بالأغذية المصلحة له، ولا بدّ مع ذلك من منع ما يضرّه، فلا ينمو البدن إلَّا بإعطائه ما ينفعه ومنع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتم صلاحه إلا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره، وكذلك الزرع لا يزكو إلا بهذا). اهـ [1] .
وقد ثبت في تفسير التزكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الطبراني في (المعجم الصغير) وغيره عن عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فقد ذاق طعم الإيمان: من عَبَدَ الله عزَّ وجلَّ وحده لا إله إلَّا هو، وأعطى زكاة ماله طيِّبَةً بها نفسُهُ في كلِّ عام، وزكَّى نفسه، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: أن يَعْلَمَ أنَّ الله عزَّ وجلَّ معهُ حيثُ كان " [2] .

تزكية النفوس وأهميتها:
لقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة ببيان أهمية تزكية النفوس، وما لها من مكانة عالية ومنزلة رفيعة، ولعل من أبرز تلك النصوص وأظهرها قوله تعالى في سورة الشمس: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } [الشمس:1] .. { وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا } [الشمس:2] .. { وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا } [الشمس:3] .. { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } [الشمس:4] .. { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا } [الشمس:5] .. { وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } [الشمس:6] .. { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } [الشمس:7] .. { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [الشمس:8] .. { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [الشمس:9] .. { وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس:10] .
فتأمل معي أيها القارئ الكريم في هذه الآيات البينات؛ تجد أن الله عز وجل قد أقسم فيها أحد عشر قسماً على أن صلاح العبد وفلاحه منوط بتزكية نفسه.
ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في موضع آخر من الكتاب: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } [الأعلى:14] .. { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } [الأعلى:15] .
كما أخبر الله جل وعلا بفوز من حقق هذه التزكية بالدرجات العلى، فقال سبحانه: { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلا } [طه:75] .. { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى } [طه:76] .
وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على أنَّ مهمة الرسل كانت دعوة الناس إلى تزكية نفوسهم، قال تعالى لموسى في خطابه لفرعون: { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى } [النازعات:18] .
وقال سبحانه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [الجمعة:2] .

وسائل تزكية النفس:
قبل الخوض في تفاصيل وسائل التزكية، لا بدَّ من العلم أن تزكية النفوس لا سبيل إليها إلا عن طريق الشرع المطهر باتباع ما جاءت به الرسل عن رب العالمين جل وعلا.
وقد أشارت آية الجمعة السابقة إلى هذا المعنى في قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ } [الجمعة:2] .
قـال ابن القيم: (فإن تزكية النفوس مُسَلَّم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاَّهم إياها، وجعلها على أيديهم دعوة وتعليماً وبياناً وإرشاداً.. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم، وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل؛ فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟
فالرسل أطباء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم، والله المستعان). اهـ. [3] .
وتزكية النفوس تتحقق بأمور كثيرة، ومن أهمها ما يلي:
1-              التوحيد: وقد سماه الله تعالى زكاة في قوله: { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } [فصلت:6] .. { الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [فصلت:7] ، وهذا التفسير مأثور عن البحر ابن عباس رضي الله عنه حيث قال في قوله تعالى: { لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } : لا يشهدون أن لا إله إلا الله [4] .
قال ابن القيم رحمه الله: (قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه، وهو أصل كل زكاة ونماء).. إلى أن قال: (فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح هو التوحيد). اهـ [5] .
كما سمى الله تعالى الشرك رجساً ووسمه بالنجاسة، قال تعالى: { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج:30] ، وقال: { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } [التوبة:28] .
فدلَّ مفهوم الآيتين على أن الطهارة والتزكية في التوحيد الخالص لله جل وعلا.
ولذلك قال موسى لفرعون وهو يدعوه إلى التوحيد: { هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى } [النازعات:18] .. { وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } [النازعات:19] .
2-              الصلاة: وهي من أعظم ما تزكو به النفوس؛ ولذلك قرن الله تعالى بينها وبين التزكية في قوله: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } [الأعلى:14] .. { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } [الأعلى:15] .
وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم تطهير الصلاة للنفوس بتطهير الماء للأبدان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: " أرأيتم لو أنَّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلَّ يوم خمس مرَّاتٍ، هل يبقى من دَرَنِهِ [6] شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فَذَلِكَ مَثل الصَّلَوَات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا " [7] .
وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخمس كَمَثَلِ نَهرٍ جَارٍ غَمْرٍ [8] عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مَرَّات " [9] .
3-              الصدقة: قال تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } [التوبة:103] .
قال الشيخ السعدي: (وفيها أن العبد لا يمكنه أن يتطهر ويتزكى حتى يخرج زكاة ماله، وأنه لا يكفرها شيء سوى أدائها؛ لأن الزكاة والتطهير متوقف على إخراجها).. اهـ [10] .
4-              ترك المعاصي والمحرمات: قال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [الشمس:9] ، أي: زكى نفسه بفعل الطاعات، ثم قال: { وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس:10] ، أي: خسر من دساها بالفجور والمعاصي.
قال شيخ الإسلام: (فكذلك النفس والأعمال لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكياً إلا مع ترك الشر، فإنه يدنس النفس ويدسيها) [11] .
وقال تلميذه ابن القيم: (والمقصود أن زكاة القلب موقوفة على طهارته، كما أن زكاة البدن موقوفة على استفراغه من أخلاطه الرديئة الفاسدة، قال تعالى: { وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [النور:21] ، ذكر ذلك سبحانه عقيب تحريم الزنا والقذف ونكاح الزانية، فدل على أن التزكي هو باجتناب ذلك).. اهـ [12] .
5-              محاسبة النفس: قال ابن القيم: (فإن زكاة النفس وطهارتها موقوف على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها..) إلى أن قال: (فبمحاسبتها يَطَّلِعُ على عيوبها ونقائصها؛ فيمكنه السعي في إصلاحها).. اهـ [13] .
6-              الدعاء: على العبد أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع؛ ليصلح له نفسه ويزكيها؛ ولذلك كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم: " اللَّهمَّ آتِ نفسي تقوَاهَا، وزَكِّهَا أنت خير من زكَّاها أنت ولِيُّها ومولاها " [14] .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


[1] المجموع (10/96).
[2] الصحيحة (1046).
[3] مدارج السالكين (2/356).
[4] انظر: المجموع لشيخ الإسلام (10/633).
[5] إغاثة اللهفان (1/49).
[6] أي: وسخه.
[7] رواه البخاري (528)، ومسلم (283) واللفظ له.
[8] الغَمر: هو الكثير.
[9] رواه مسلم (284).
[10] تفسير السعدي (3/293).
[11] المجموع (10/629).
[12] إغاثة اللهفان (1/49).
[13] مدارج السالكين (2/576).
[14] رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar